يعتبر الاستثمار في سوق الأسهم هو أحد أكثر المجالات ربحًا اليوم. إن كنت ممن يهتم بكيفية الاستثمار في سوق الأسهم السعودي، فإليك هذه المقالة التي سترشدك من خلال خطوات منظمة وتعطيك فهم واضح ومبسط للاستثمار في سوق الأسهم السعودي.
ماذا يعني سوق الأسهم؟
سوق الأسهم ببساطة، والمعروف كذلك باسم البورصة، هو المكان الذي يتم خلاله شراء وبيع الأسهم، وقبل التعمق أكثر في معنى سوق الأسهم، هيا لنعرض عليك معنى بعض المصطلحات الأساسية الخاصة بسوق الأسهم.
الأسهم- السهم ما هو إلا جزء من ملكية شركة معينة.
حصة- في العادة تقسم الشركات ملكيتها إلى وحدات مجزئة تسمى الحصص عندما ترغب في جمع الأموال من عامة الناس.
وبالتالي سيشتري المستثمر حصة أو أكثر حتى يتمكن من امتلاك جزء صغير من ملكية شركة ما. بالإضافة إلى هذا، يُمكن للمستثمر كسب الأرباح من وراء الأسهم التي قام بشرائها ويمكنه كذلك بيع تلك الأسهم فيما بعد بسعر أعلى (على حسب ظروف السوق).
كيفية الاستثمار في سوق الأسهم السعودي؟
يلزم للاستثمار في سوق الأسهم السعودي امتلاك حساب استثماري ومحفظة محلية. حيث بإمكانك الحصول عليهما بالتواصل مع البنوك والوسطاء المصرح لهم بإنشاء محفظة استثمارية. بالإضافة إلى هذا وفي ظل ظهور الرقمنة، بإمكانك استخدام الكيانات الإلكترونية المالية مثل المنصات أو التطبيقات المالية والاستثمارية، والتي تمنحك نهج سهل ومبسط للاستثمار في سوق الأسهم.
تداول الأسهم والاستثمار في سوق الأسهم متاح لأي مواطن سعودي أو مواطن من دول مجلس التعاون الخليجي يحمل بطاقة هوية أو بطاقة عائلية سارية تفي بمعايير الأهلية. لكن ينبغي لأي شخص قبل خوض مغامرة الاستثمار في الأسهم فهم مخاطر وعواقب الاستثمار في البورصة، تلك الخطوة مهمة جدًا لاتخاذ قرارات مستنيرة بدون مخاطر.
هناك نوعان أساسيان من أسواق البورصة: أسواق أولية وثانوية
السوق الأولي هو المكان الذي تصدر فيه الشركات التي على وشك أن تصبح شركة عامة أسهمها للعامة لأول مرة في الفترة التي تسبق الاكتتاب العام. عادة ما تكون الشركات هي البائع الوحيد، بينما يكون المستثمرون المؤسسون هم المشترون الأولون وليس المستثمرون الفرديون.
بعد انتهاء الاكتتاب العام، يدخل المستثمرون المؤسسون (إلى جانب قلة ممن شاركوا في الاكتتاب العام) السوق الثانوية لبيع الأسهم للمستثمرين الفرديين. وذلك هو السوق الثانوي حيث التداول وبيع وشراء الأسهم بشكل مستمر بعد مرحلة إصدارها في (السوق الأولية).
من زاوية تاريخية، تعود بداية سوق الأسهم السعودي إلى عام 1932 وذلك عندما تم إنشاء "الشركة العربية للسيارات"، أول شركة مساهمة سعودية. بعد ذلك أصبح هناك سوق غير رسمي للأسهم بسبب تزايد عدد الشركات.
وعليه صدر الأمر الملكي رقم 8/1230 عام 1984 بالإشراف على التداول في سوق الأسهم. حيث كُلفت مؤسسة النقد العربي السعودي (المصرف المركزي للملكة العربية السعودي- ساما) بتنظيم نشاط السوق وتنفيذ لوائح تداول الأوراق المالية.
مع هذا أصبح هناك اختراق للمؤشر العام في سوق التداول السعودي عام 2001 وذلك عند طرح نظام
"التداول" لأول مرة. حيث امتلك هذا النظام أنشطة متقدمة مثل التداول والمقاصة والتسوية.
بالإضافة إلى هذا، يصنف نظام "التداول" ويرتب الطلبات على حسب الأولوية والسعر والوقت. فعند مطابقة أوامر البيع والشراء وتنفيذها بشكل متزامن، تحول حينها الأسهم من محفظة البائع إلى محفظة المشتري تلقائيًا.
يُمكننا رؤية البنوك التجارية خلال المراحل الأولى من نظام التداول وقيامهم بدور الوسطاء بين سوق الأسهم والمستثمرين. على أي حال، بإمكاننا كذلك اليوم رؤية العديد من اللاعبين وهم يساعدون في الاستثمار.
الأمر المهم الآخر هو إصدار قانون سوق رأس المال(CMA)، حيث ساعد في إعادة هيكلة السوق المالية. حيث يمتلك سلطة إصدار الأوامر واللوائح والتوجيهات اللازمة لتنفيذ أحكام قانون رأس المال الخاصة بحماية المستثمرين وتعزيز كفاءة وعدل سوق رأس المال.
يعد سوق الأسهم السعودي اليوم أحد أسواق الأسهم المهيمنة من ناحية "القيمة السوقية أو رسملة السوق"، إلى جانب الأحجام والمعدلات المتداولة يوميًا. فعلى الرغم من قلة الشركات المدرجة ضمن هذا السوق، إلا أنه واحد من أكثر الأسواق نشاطًا في الدول العربية.
بعيدًا عن البنوك التجارية، أيضًا هناك شركات وساطة مرخصة ومنصات رقمية تلعب دور الوسيط بين المستثمرين وسوق الأسهم.
"مؤشر السوق" هو مصطلح مهم للغاية ينبغي أن يكون المستثمر على دراية تامة به، حيث يمنح هذا المؤشر فكرة أساسية حول اتجاهات أداء السوق. فهو يعد الأساس الذي يرشد المستثمر نحو فهم السوق ومعرفة اتجاهات البيع والشراء وتقلبات الأسعار خلال السوق.
تختلف مؤشرات السوق باختلاف أهدافها خلال الأسواق المالية، فهناك مؤشرات متخصصة لإجمالي السوق وقطاعات أو شركات معينة، مثل الشركات الصغيرة أو الكبيرة.
ففي حالة سوق الأسهم السعودي، يعتبر مؤشر تداول للأسهم السعودية (TASI) هو المؤشر الرئيسي المعمول به.
حيث يعكس مؤشر المستوى العام لأسعار الشركات بناء على القيمة السوقية لجميع الشركات المدرجة ضمن أسهم القيمة الحرة للسوق.
والآن بعد أن أصبحت على دراية بأساسيات سوق الأسهم وتاريخ سوق الأسهم السعودي، هيا لننتقل إلى خطوات القيام بأول استثمار لك في سوق الأسهم السعودي.
كما ذكرنا أعلاه، فإن الاستثمار في سوق الأسهم السعودي متاح للمقيم السعودي الذي يحمل بطاقة هوية أو بطاقة عائلية صالحة. ونظرًا لأن التداول سيتم خلال نظام "تداول" المطبق في السعودية، فينبغي على المستثمر امتلاك حساب استثماري ومحفظة محلية.
خطوات التداول في سوق الأسهم وفقًا لنظام تداول: في حال اختيار المستثمرون المحتملون الدخول في سوق الأسهم السعودي، فينبغي عليهم اتباع الخطوات الآتية:
1.إنشاء حساب استثماري: قم بفتح حساب استثماري من خلال أحد الوسطاء/ البنوك التجارية/ تطبيقات التداول المصرح لهم بإجراء معاملات الأوراق المالية في سوق المال السعودي.
2.املأ الطلب: قم بملء البيانات الواردة في طلب الحصول على سهم معين أو بيعه. يقدم بعض الوسطاء في بعض الأحيان خدمات بيع وشراء الأسهم عبر الإنترنت أو الهاتف مما يجعل من غير اللازم وجود المستثمر بشكل فعلي. بالإضافة إلى هذا، بسطت تطبيقات التداول بشكل كبير عمليات شراء وبيع الأسهم، لذا فأنت لست بحاجة للتحرك من مكانك للتداول والاستثمار في الأسهم.
3.اختر تفاصيل الطلب: حدد ما إذا كان الطلب الصادر حول الشراء أو البيع، فينبغي على المستمر تحديد الترتيب المناسب والصحيح عند ملء الطلب.
تذكر أن سوق الأسهم السعودية بها أنواع عديدة من الطلبات، لذا تأكد من فهمك الواضح لتلك الأنواع من البداية.
أنواع الطلبات:
الطلب المحدود: حيث يطلب المستثمر من الوسيط بيع الأسهم بسعر محدد أو أعلى منه أو يطلب منه شراء الأسهم بسعر محدد أو أقل منه. فمن ناحية الشراء، فهو أقصى سعر ترغب في دفعه، ومن ناحية البيع أو أدنى سعر ترغب في الحصول عليه.
طلب السوق: وهو حيث يطلب المستثمر من الوسيط شراء أو بيع عدد معين من الأسهم بالسعر الحالي لها في السوق. فمثلًا إذا دخل الوسيط للسوق في الساعة 10ص وكان سعر السهم حينها 50 ريال سعودي، فسينفذ الوسيط الطلب ويشتري الأسهم بهذا السعر.
طلب الوقف: حيث يطلب المستثمر من الوسيط شراء أو بيع الأسهم عند وصولها إلى سعر معين محدد مسبقًا، فعندما يصل سعر السهم عند هذا الحد سيتحول طلب التوقف إلى طلب سوق وستكتمل عملية البيع أو الشراء.
تلك بعض أنواع الطلبات التي ينبغي معرفتها في شراء وبيع الأسهم عند وجود وسيط ينفذ طلباتك ويقدم لك الاقتراحات والنصائح، لذا من الضروري كونك على دراية بسوق الأسهم ومصطلحاتها.
كيفية بدء التعلم عن سوق الأسهم؟
يعتبر سوق الأسهم كيانًا مذهلًا يمنحك فرصة عظيمة للتداول والاستثمار والتعرف على التقلبات الاقتصادية. نرى عديد من الأشخاص يرغبون في تجربة تداول الأسهم، لكنهم يترددون خوفًا من التقلبات السوقية. فعلى الرغم من أن التقلبات السوقية تعتبر سببًا قويًا لتراجع هؤلاء الأشخاص، إلا أن الجهل في الحقيقة هو السبب الرئيسي وراء تراجع الكثيرين عن الاستثمار في الأسهم.
سوق الأسهم ليس معقدًا ويصعب فهمه كما يظن البعض، بل بإمكان أي شخص تعلم كيفية التداول في الأسهم بكل سهولة. يوجد العديد من أساليب تعليم أساسيات التداول في الأسهم فقط تحتاج لأن يبذل المرء بعضًا من الجهد ويظهر شيئًا من الثبات في طريق تعلمه.
ربما تتساءل الآن- مال الذي يدفعني لتعلم كيفية التداول في الأسهم؟ دعني أقول لك أنك بحاجة لتعلم التداول في الأسهم سواء كنت شخصًا محترفًا أو طالبًا أو متقاعدًا، بالتأكيد لديك بعض الأهداف التي ترغب في تحقيقها وتنطوي على تطلعات مالية واستثمارية. حينها سيوفر لك التعرف على سوق الأسهم بالطبع فرصة لتحقيق تلك التطلعات.
علاوة على هذا، فإن استثمار جزءًا من المال ولو صغير سيحقق لك منافع كثيرة في المستقبل! هيا لنرى كيف بإمكانك التعرف أسواق الأسهم:
- قراءة الكتب المتعلقة بسوق الأسهم
- اتباع معلم
- الاستعانة بالدورات التدريبية عبر الإنترنت
- الحصول على استشارة خبير في سوق الأسهم
- تحليل سوق الأسهم
- فتح حساب استثماري
أسئلة يتكرر طرحها
هل سوق الأسهم مكان جيد للاستثمار فيه؟
بالتأكيد، فقد تبين أن الاستثمار في سوق الأسهم هو أحد أكثر الاستراتيجيات فعالية لتجميع الثروة طويلة الأجل. فوفقًا لما ذكره المحللين، وصل متوسط عائد سوق الأسهم إلى حوالي 10% سنويًا، لا شك أن هذا القدر جيد للغاية، ودعنا لا ننسى أنه مجرد متوسط عائد أي من الممكن أن يزيد عن هذا. بالإضافة إلى ذلك قد تزيد قيمة الأسهم في بعض السنوات وتنخفض في سنوات أخرى.
كيف تكسب المال في سوق الأسهم؟
بإمكانك ربح المال في سوق الأسهم من خلال ثلاث خطوات بسيطة:
البيع بأرباح- تعتبر تلك هي الطريقة التقليدية "الشراء بسعر منخفض والبيع بسعر مرتفع" للربح.
البيع على المكشوف: يتم عند بيع الأسهم بسعر مرتفع ثم إعادة شرائها بسعر منخفض "أي عكس الطريقة الأولى أعلاه"، خلال هذا النوع يُمكنك استعارة أسهم من وسيط عادة دون تملكها وبيعها بسعر مرتفع ثم العودة وشرائها عند انخفاض سعرها، والاحتفاظ بفرق السعر وإعادة سعر الأسهم إلى المقرض.
توزيعات الأرباح: تعتبر هذه أرباح كل سهم والتي تمنح للمساهمين كمكافأة مرة كل ثلاثة أشهر. تكون تلك المكافآت عادة في شكل نقدي وأحيانًا في شكل أسهم إضافية.
ما هي أفضل أسهم الاستثمار بالنسبة للمبتدئين؟
أفضل الأسهم التي يُمكن للمبتدئين الاستثمار فيها هي ببساطة تلك الأسهم التي تمتلك مؤشر أسعار تصاعدي موثوق عبر التاريخ. فمثلًا أهم تلك الأسهم الموثوقة للمبتدئين داخل المملكة العربية السعودية- شركة اللجين، وشركة البحر العربي للأنظمة والمعلومات، وشركة عطاء التعليمية، والشركة العربية لخدمات الإنترنت والاتصالات، وشركة زهرة الواحة للتجارة، إلخ.
خاتمة
بينما يظل التداول في الأسهم عرضًا مثيرًا للكسب والتربح، لا تتنسى تنويع استثمارك وعدم تحديدها بسهم واحد فقط. تأكد أنك تمتلك محفظة استثمارية متنوعة للحد من الخسائر الكبيرة والصمود دائمًا.