لا شكّ أنّ النقاش حول صناديق المؤشرات المتداولة مقابل الأسهم أحد أكثر الموضوعات حساسية في عالم الاستثمار. للاختيار من بين صناديق المؤشرات المتداولة والأسهم، يجب بدايةً أن نفهم صفات كل من صناديق المؤشرات المتداولة والأسهم الفردية. يتم تداول كل من صناديق المؤشرات المتداولة والأسهم الفردية في أسواق الأسهم، ولكنها تختلف فيما بينها من حيث عوامل المخاطرة وعدد الأوراق المالية وغير ذلك.
لنتعمق في كل من المصطلحين ولنفهم أوجه التشابه والاختلاف بينهما.
نظرة عامة على صندوق المؤشرات المتداولة مقابل الأسهم المالية
ما هو السهم؟
يشكّل السهم حصة ملكية في منظمة ما. تقوم إحدى المؤسسات المدرجة في البورصة بإصدار أسهمها لأول مرة عبر طرح عام أولي. عندما تصبح هذه المنظمة شركة عامة، فهذا الأمر يعني ببساطة أنه يمكن الوصول إلى أسهمها لشرائها وبيعها في البورصة. يحدد رمز المؤشر كل سهم يتم تداوله.
يمكن أن نسمي الأسهم أيضاً الحصة السهمية. عندما تشتري سهماً واحداً أو أكثر من الأسهم، فإنك تحصل على مركز لحقوق ملكية في الشركة الأساسية. بمرور الوقت، قد تزداد قيمة هذه الأسهم أو تنخفض مع ارتفاع أو انخفاض سعر السهم.
يمكن للشركات المدرجة بشكل عام إصدار أسهم بأنواعها سواءً الأسهم الممتازة أو الأسهم العادية. لا تعطي الأسهم المفضلة للمساهمين حق التصويت في الشركة، ولكنها توفر لهم توزيع أرباح بشكل دوري مع مرور الوقت. كما يمكن أيضاً دفع توزيعات الأرباح على الأسهم العادية. ومع ذلك، لا يتم تحديد الكمية والجدول الزمني. من ناحية أخرى، يتمتع المستثمرون الذين يمتلكون أسهم عادية بحقوق التصويت.
ما هو صندوق المؤشرات المتداولة؟
صندوق التداول في البورصة (المعروف غالباً باسم"ETF" ) عبارة عن مجموعة من الأسهم. يمكن تضمين المئات، إن لم يكن الملايين، من الأسهم المختلفة في صندوق مؤشرات متداولة واحد. ومع ذلك، فإن بعض صناديق المؤشرات المتداولة تمتلك عدداً قليلاً من الأسهم.
على عكس الأسهم، لا يتم تشكيل صناديق المؤشرات المتداولة من قبل شركة واحدة. يتم تشكيل غالبية صناديق المؤشرات المتداولة من قبل المؤسسات المالية مثل مؤسسات السمسرة. في البداية، تشتري شركة الوساطة جميع الأسهم التي سيتم تضمينها في الصندوق. يدفع على أثرها كل سهم في المحفظة أرباحاً وربما قد يدفع فائدة.
تقدم بعدها شركة الوساطة أسهم صندوق المؤشرات المتداولة للمستثمرين. ستحصل على جزء من عوائد صندوق المؤشرات المتداولة كمستثمر في الصندوق. قد يبدو لك أنه مبلغ كبير من المال، ولكن يجب أن تضع في اعتبارك أن صناديق المؤشرات المتداولة لديها أحياناً عدة مستثمرين آخرين ستتقاسم الأرباح معهم. ومع ذلك، يمكنك دائماً شراء المزيد من أسهم صندوق المؤشرات المتداولة لزيادة دخلك.
مثل الأسهم والأصول الأخرى، يتم تداول صناديق المؤشرات المتداولة في أسواق الأسهم. لبدء التداول، ما عليك سوى إنشاء حساب مع شركة وساطة.
أوجه التشابه بين صندوق المؤشرات المتداولة والأسهم
تشترك صناديق المؤشرات المتداولة والأسهم في العديد من الخصائص المشتركة. وسوف نلقي نظرة على هذه الخصائص:
الآثار المترتبة على الضرائب
تقوم دائرة الإيرادات الداخلية بتحصيل مدفوعات الأرباح من الأسهم والصناديق المتداولة في البورصة.
إذا كنت تتداول في الأسهم أو صناديق المؤشرات المتداولة بشكل مربح، فيجب عليك دفع ضريبة أرباح رأس المال. يشير مصطلح مكاسب رأس المال إلى أي زيادة في القيمة على المبلغ الذي تنفقه على السند. يمكن حسم أو تخفيض الخسائر إلى مستوى معين للمساعدة في تعويض القيمة الإجمالية التي يتم حساب الدخل الرأسمالي على أساسها.
كلاهما يقدم مجموعة واسعة من خيارات الاستثمار
يمكن استخدام كلتا الأداتين الماليتين للاستثمار في مجموعة واسعة من القطاعات والشركات من جميع الأحجام والأسواق وفي جميع أنحاء العالم.
تدفقات الدخل
على الأرجح، ستصبح محفظة الأسهم التي تحقق هذه الأرباح مصدراً ثابتاً للإيرادات بالنسبة لك. تقوم العديد من الشركات بتحويل الأرباح إلى مساهميها. وقد ثبت أن البعض يزيد من مدفوعاتهم كل عام. ويشار إلى هذه الأسهم باسم "أرستقراطيي توزيع الأرباح".
يمكن لصناديق المؤشرات المتداولة أن تخلق تدفقات دخل من خلال أصولها. تستثمر الصناديق المشتركة في كثير من الأحيان جزءاً من القيمة في السندات، وهي سندات دين تقدمها الشركات والحكومات. يقومون بعدها بتقسيم عائدات هذه الاستثمارات على أصحاب المصلحة بعد حسم النفقات.
إمكانية دفع الأرباح
تدفع العديد من الشركات أرباحاً للمساهمين على أساس منتظم، وتشكل نسبة مئوية من أرباح الشركة. وبالمثل، قد تحقق صناديق المؤشرات المتداولة أرباحاً من الأسهم التي تستثمر فيها، والتي يتم توزيعها بعد ذلك على مساهمي الصناديق.
وضع التداول
يتم شراء وبيع كل من الصناديق والأسهم المتداولة في البورصة في السوق المفتوحة في وقت عمل السوق. يمكن للمستخدمين تداول عناصر الاستثمار هذه خلال أي وقت من اليوم بتكلفة معينة، وجني فوائد التداول خلال اليوم.
السيولة
تعتبر صناديق المؤشرات المتداولة والأسهم من أكثر الوسائل المالية سيولة التي يمكن الوصول إليها. وبالنظر إلى الوضع الحالي للسوق، يمكن للمشترين تصفية أصولهم بسرعة.
مصدر دخل
للمشترين حق حصري في تحقيق الدخل على شكل توزيعات أرباح من صناديق المؤشرات المتداولة والأسهم. على الرغم من أن بعض الأسهم تقدم لأصحابها توزيعات أرباح مفضلة مع الأخذ بعين الاعتبار طبيعة الأسهم، فإن المستثمرين الذين يمتلكون صناديق مؤشرات متداولة مؤهلون أيضاً لتوزيع الأرباح على أوراقهم المالية الأساسية عندما يتم الإعلان عنها من قبل الشركة.
صناديق المؤشرات المتداولة مقابل الأسهم: الاختلافات الواضحة
الآن وبعد أن اطلعنا أوجه التشابه، لنلقي نظرة على الاختلافات بين صناديق المؤشرات المتداولة والأسهم.
خاتمة
في الوقت الذي يشار فيه غالباً إلى صناديق المؤشرات المتداولة بنفس لون الأسهم، يتم أخذ جوانب أخرى بعين الاعتبار عند الاختيار بين الأسهم الفردية وصناديق المؤشرات المتداولة. يعتبر تحمل المخاطر وتكلفة الاستثمار والميزانية الاستثمارية أحد الاعتبارات الأساسية في اتّخاذ مثل هذا القرار الحاسم. من أجل القيام باختيار استثمار مهم، يجب أن يكون المستثمرون على علم بالخصائص والاختلافات بين المنتجين الاستثماريين وأن يمتلكوا تحليل قوي للسوق.
أسئلة وأجوبة
هل من الأفضل شراء الأسهم أم صناديق المؤشرات المتداولة؟
يعتمد ذلك على المستثمرين فيما يتعلق بما يرغب في تداوله، سواء كانت صناديق المؤشرات المتداولة أو الأسهم. إذا كان للمستثمرين معرفة في شراء وبيع الأسهم، فيمكنهم محاولة شراء الأسهم لأنها ستساعدهم في تحقيق أرباح ضخمة. من ناحية أخرى، إذا لم يكونوا مستعدين للمخاطرة الكبيرة، فيمكنهم المضي قدماً في صناديق المؤشرات المتداولة.
هل صناديق المؤشرات المتداولة أكثر خطورة من الأسهم؟
يمتلك الاستثمار في صناديق المؤشرات المتداولة مخاطر أقل بسبب تنوعه. إذ أنّك تستثمر في مجموعة متنوعة من الشركات، ومن غير المحتمل أن تفقد جميع هذه الشركات قيمتها في وقت واحد. وفي الوقت نفسه، قد يكون الاستثمار في الأسهم الفردية أكثر صعوبة، خاصة إذا وضعت كل أموالك تحت سقف واحد.